اشتملت الإهرامات الملكية بنوري على مدافن ٢٠ ملكاً و ٥٤ ملكة، بما في ذلك الهرم الذي ضم رفات الملك تهارقا و الذي تبلغ مساحته ٥١.٧٥ متراً مربعاً و يرتفع إلى ما يقرب من ٥٠ متراً و هو يعد من أكبر الإهرامات في السودان. إلى الشمال نجد مجموعة من المعابد الجنائزية، و إلى الجانب الآخر من الإهرامات الشمالية عثر على طبقة أثرية من مساكن عصر متأخر و كنيسة. و هرم تهارقا هو أول الإهرامات بالجبانة (٦٩٠-٦٦٤ ق م) و هو الملك الخامس للأسرة ٢٥. و قد كان بناء الهرم على مرحلتين وحجرة متميزة للدفن، كما ظلت محتويات المدفن محوظة حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي. وباستثاء تانوت اماني الذي عثر على مدفنه بالكرو، اشتملت الجبانة بنوري على مدافن كل ملوك الأسرة ٢٤ لمملكة نبتا، بما في ذلك الملك ناستاسن قبل أن تنقل مقبرته إلى مروي في سنة ٣٠٨ ق م. ألحقت إهرامات الملوك من الجهة الغربية بإهرامات أصغر حجماً للملكة الأولى و بمدافن أصغر للملكة الثانية. تعرضت محتويات جميع الإهرامات بنوري للسرقة في العصور القديمة. عثر على مساكن من العصر المسيحي و كنيسة (مبنى رقم ١٠٠) أقيمت على المنطقة الواقعة إلى الشمال من الهرم (نوري ١) و إلى الغرب من هرم تهارقا، استخدم في بناء العصر المسيحي أعمدة و لوحات للقرابين على جدرها و أرضياتها. من أهداف المشروع جعل الموقع الأثري بنوري مشروعاً رائداً للترميم و الصيانة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي للهيئة القومية للآثار و المتاحف. و هو مشروع طموح ولكن من الممكن انجازه تبعاً لعجلة التطور السريع التي تنعم بها المنطقة. و عليه يكون من الواجب أن يفتح الموقع للزيارة، و مد خطوط المواصلات إليه، كما يجب تقديمه للزائر الوطني و الأجنبي في ثوب علمي و شيق يعكس المادة الغنية التي يذخر بها تاريخ السودان و بالأخص في عصر نبتا.